أبرز الوجهات في مدينة مكة المكرمة
تعتبر مكة المكرمة قلب العالم الإسلامي النابض وموطن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومهد الإسلام، وتقع هذه المدينة المقدسة في قلب شبه الجزيرة العربية وتشهد كل عام تدفق ملايين الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم، ولكن لا تقتصر أهمية مكة على كونها قبلة المسلمين بل تمتد جذورها التاريخية العريقة لآلاف السنين مما يجعلها خليطاً فريداً من العبادة والتاريخ والحضارة، وفيما يلي سنستعرض أبرز المعالم التي لا يمكن لأي زائر أن يغفل عنها والتي ستترك في نفسه أثراً لا يُمحى.
أهم 3 معالم في مدينة مكة المكرمة
شهدت مكة المكرمة تطوراً ملحوظاً في مجال الخدمات السياحية وذلك لتلبية احتياجات الزوار المتزايدة من جميع أنحاء العالم، فبالإضافة إلى أهميتها الدينية أصبحت مكة وجهة سياحية جذابة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق الحديثة، وفيما يلي أهم ثلاثة معالم في مكة والتي تعد محط أنظار الزوار وتبرز التطور العمراني والحضاري الذي تشهده المدينة.
إقرأ ايضاً:تعليق زلزل الشارع الرياضي.. القيران يثير الجدل بتصريحات مدوية عن هبوط النصرقدم الآن.. وظائف شاغرة في شركة سير للسيارات الكهربائية
أولَا: المسجد الحرام
لا يمكن لأي مسلم أن يحج أو يعتمر إلى مكة المكرمة دون زيارة المسجد الحرام قلب الإسلام النابض؛ حيث إن هذا المسجد العريق الذي يحمل قدسية خاصة هو أول بيت بني لعبادة الله على وجه الأرض.
تعد الصلاة فيه من أفضل العبادات حيث تضاعف الأجر والثواب، ويقع المسجد الحرام في قلب مكة وفي مركزه توجد الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في صلاتهم، لذا فإن زيارة المسجد الحرام هي أمنية كل مسلم ويشمل المسجد الحرام على:
1- الكعبة المشرفة
تقع الكعبة المشرفة قلب المسجد الحرام في مركز مكة المكرمة، ويعود تاريخ بنائها إلى عهد الأنبياء حيث رفعتها الملائكة أول مرة ثم أعاد بناؤها سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بعد الطوفان وتتميز الكعبة بهندسة معمارية فريدة.
2- حجر إسماعيل
يعد حجر إسماعيل من أقدس الأماكن في الإسلام وهو يقع بين باب الكعبة والمقام، وسمّي بهذا الاسم نسبة إلى النبي إسماعيل عليه السلام حيث كان مكانًا لارتباطه بوالده إبراهيم الخليل، ويمتاز بموقع متميز يواجه الجهة الشمالية للكعبة بين الركنين الشامي والعراقي.
3- الحجر الأسود
يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة مرتفعًا عن سطح الأرض قرابة المتر ونصف، ويحاط بإطار من الفضة لحفظه وحمايته وهو يشكل نقطة البداية والنهاية لطواف المسلمين حول الكعبة.
4- بئر زمزم
بئر زمزم أكثر من مجرد بئر فهو معجزة إلهية لا يزال تدفق مياهه حتى يومنا هذا، ويقع على بعد 21 مترًا من الكعبة المشرفة ويبلغ عمقه حوالي 30 مترًا، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن البئر يتغذى من عيون مائية عميقة ويضخ كميات كبيرة من الماء النقي يوميًا.
5- مقام إبراهيم
مقام إبراهيم هو حجر مبارك يحمل في طياته قصة بناء الكعبة المشرفة، ويتخذ شكلًا مكعبًا ويقع بالقرب من الكعبة، ويعتبر هذا الحجر شاهدًا على عظمة النبي إبراهيم عليه السلام حيث وقف عليه أثناء بناء الكعبة وترك بصمات قدميه فيه ويغطى الحجر بغلاف زجاجي لحمايته ويعتبر مكانًا للصلاة والتضرع تلبية لأمر الله تعالى.
ثانيًا: جبل حراء
غار حراء هذا الاسم وحده يحمل في طياته قصة عظيمة وأحداثًا فارقة في تاريخ الإسلام حيث يقع هذا الغار المبارك في قلب جبل حراء وهو جبل يرتفع حوالي 748 مترًا عن سطح البحر ويبعد مسافة تقارب الأربعة كيلومترات جنوب المسجد الحرام.
يعتبر جبل حراء من أبرز المعالم الجغرافية في مكة المكرمة ويتفرد بوجود غار حراء الذي أصبح مزارًا دينيًا وسياحيًا هامًا، ويتميز الغار ببساطته وهدوئه فهو عبارة عن تجويف طبيعي في صخرة الجبل يبلغ ارتفاعه حوالي متر وربع وله فتحتان؛
إحداهما تواجه الغرب وهي الفتحة التي دخل منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أبو بكر الصديق والأخرى تواجه الشرق.
تكتسب أهمية غار حراء من الدور العظيم الذي لعبه في تاريخ الإسلام، فقد كان هذا الغار الملاذ الآمن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق خلال رحلة الهجرة النبوية حيث لجأ إليه هربًا من بطش المشركين في مكة المكرمة.
فقد اختبأ النبي وصحبه في هذا الغار لمدة ثلاث ليالٍ ومنذ ذلك الحين أصبح غار حراء رمزًا للتضحية والصبر والإيمان وهو يشهد على بداية عهد جديد في تاريخ البشرية.
ثالثًا: جبل عرفات
يعتبر جبل عرفات قلب الحج وأحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في شبه الجزيرة العربية، يقع هذا الجبل الشامخ على الطريق الواصل بين مكة المكرمة والطائف ويبعد عن مكة المكرمة مسافة 22 كيلومترًا تقريبًا باتجاه الشرق وعن منى 10 كيلومترات وعن مزدلفة 6 كيلومترات.
يتميز جبل عرفات بمساحته الشاسعة التي تصل إلى ميل مربع تقريبًا ويتكون من سهل منبسط تحيط به سلسلة من الجبال على شكل قوس، وقد ارتبط هذا الجبل المبارك بالعديد من الأحداث التاريخية منها لقاء آدم وحواء فيه بعد نزولهما من الجنة مما جعله مكانًا للتوبة والاستغفار.